top of page

كلمة طاهر البكاء في اربعينية الفقيد الاستاذ الدكتور محمد مفيد ال ياسين

سيداتي سادتي زملائي الافاضل المجتمعون في اربعينية الفقيد الاستاذ الدكتور محمد مفيد ال ياسين.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يعز علي ان لا اشارككم حضوريا في هذا الحفل التأبيني ، مثلما عز عليَّ وأحزنني أن لا أحضرتشييع فقيدنا الغالي.

في ثمانينات القرن ألماضي التحق المرحوم الاستاذ الدكتور محمد مفيد آل ياسين تدريسيا في قسم التاريخ بجامعتنا البهية بكم وبه ، فكان التحاقه بنا تشريفا للقسم والكلية والجامعة ولي شخصيا.

لم التق به رحمه الله قبل التحاقه بقسم التاريخ ، لكن سمعته الطيبة وذكره العطر وعلمه الغريز ومكانة عائلته كلها كانت معروفة للقاصي والداني ، وحاضرة بيينا قبل وصوله الينا.

أضاف إنضمامه الى الهسئة التدريسية في قسم التاريخ وزنا معنويا واعتباريا للهيئة التدريسية والقسم والكلية ، فمنذ الايام الاولى لمسنا أننا أمام شخصية متفردة ، ليس في حقل أختصاصه العلمي، ولكن في كل شئ ، فقد كان بهي في طلعتة، مهابأ، مرهوبا بأحترام لا عن خوف، ثاقب الرأي ، لايتكلم الا عند الضرورة ، فتخرج كلماته موزونة مؤثرة تعالج قضايا وتطرح حلولا.

كان طلبة الدراسات العليا يتنافسون للفوز بشرف الاشراف عليهم ، كانت من بينهم طالبتي في مرحلة البكلوريوس الدكتورة سهاد خزعل ، التي إمتزجت رأي في موضوع بحث فقلت لها عليك بالاستاذ محمد مفيد فإن قبل الاشراف عليك ، أتركي له أختيار موضوعا مناسبا للبحث ، واذا تحقق لك ذلك فستكونين من السعداء، وكان لها ما أرادت فاتخذته اباً وقائداً ومرشداً، وحرصت على التواصل معه ، ولما علمت بوفاته إنهارت وكأنها فقدت أحد أفراد عائلتها.

أقول ان المرحوم كان قامة وطنية عالية، ومعطاءً ، غيوراً ، برحيله فقدت أخا صادقاً صدوقاً ، عزائي انه لم يمت وقد ترك بيننا علم ننتفع به وذرية طيبة ، وجيلا من ألزملاء والاساتذة يدعون له بالمغفرة والرضوان.

سادتي الافاضل

أشكركم على مبادراتكم الكريمة بتأبين فقيدنا الغالي، وأسال الله ان يتغمده برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جناته ويلهمكم وذويه الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون.

اخوكم ابدا طاهر البكاء

الولايات المتحدة الامريكية ، 14 آذار 2016

Tahir Albakaa
Historian
bottom of page